موضوع: أحداث قصيدة الأصمعي الشقية الإثنين مارس 11, 2013 7:18 am
ومع احداث هذه القصيدة الشيقة الطريفة ....
يروى ان امير المؤمنين ابو جعفر المنصور رحمه الله كان يحفظ الشعر من اول مرة يسمعه فيها , وله مملوك يحفظه من مرتين , وله جارية تحفظه من ثلاث مرات , وكان ابو جعفر قد اذا جاءه شاعر بقصيدة قال له : ان كانت هذه القصيدة لم تسمع من قبل نعطيك وزن ماكتبت عليه ذهبا , اما اذا كانت قد سمعت فليس لك شيئ , فيوافق الشاعر ويلقيها على مسامع الخليفة , فيحفظها الخليفة ويلقيها على الشاعر وكانها قد سمعت من قبل , فيقول الشاعر : انها من بنات افكاري يا امير المؤمنين , فيقول له الامير : لا , لدي عبد يحفظها ايضا فياتي بالعبد فيلقيها عليه , ثم ينادي على الجارية التي عنده كي يزيد من تاكيد كلامه ان القصيدة قد سمع الناس بها من قبل , فتاتي الجارية وتلقيها على مسامعه , حتى يشك الشاعر في نفسه .. ! وهكذا كان يفعل امير المؤمنين مع كل الشعراء ( حرصا منه على اموال المسلمين حتى لايذهب اكثرها للشعراء ) حتى سمع الاصمعي بما يفعله الامير بالشعراء وقد اسف على حالهم . وإذا بمكانهم يجتمعون ذهب إليهم الاصمعى وقال ما لكم قالوا نكتب القصيدة طوال الليل ثم نكتشف أن ثلاثة يحفظونها قبلنا فقال الاصمعى والله إن فى الامر لحيله وهم الاصمعي الى امير المؤمنين وقد تنكر بلباس اعرابي وجعل له جدائل وارتدى جلد شاة , فلما قدم على الامير قال : السلام عليكم يامير المؤمنين , انا اعرابي إسمى الالمعى من الموصل اتيت اليك ولدي قصيدة اود ان اقولها لك , فقال الامير : اتعرف شرطنا ايها الاعرابي فقال الاصمعي : نعم يا امير المؤمنين اعرفه إن كانت من قولى أعطيتنى وزن الذى كتبته عليه ذهباً, فآذن له الامير
فلم يستطيع امير المؤمنين ان يحفظها لصعوبة كلماتها فنادى على المملوك الذي عنده فساله ان كان قد سمع بهذه القصيدة ( بمعنى هل حفظتها ) ولكن العبد اشار الى انه لم يسمع بها من قبل , فنادى على الجارية وسالها نفس السؤال ولكن جوابها لم يكن افضل من جواب المملوك . فقال الامير : احضر ماكتبت عليه القصيدة فقال الاصمعي كتبتها على عمود من الرخام قد ورثه ابى عن جدى فقال أحضره إذاً فقال الأصمعى إنه على الناقه لا يستطيع أن يحمله إلا أربعة من رجالك فاتى به بمساعدة اربعة من الرجال بسبب ضخامة هذا العمود , وحينما شاهده امير المؤمنين إنهار واندهش تماما فامر بوزن العمود واذا به يزن ثلاثة ارباع بيت المال فاعطاه بوزنه ذهبا كما كان يعد بذلك فاخذ الاصمعي الذهب الذي منحه اياه امير المؤمنين واراد الخروج من مجلسه فمنعه الوزير وقال : يا امير المؤمنين ما اظن هذا الا الاصمعي وحينها التفت اليه الامير قال : امط اللثام عن وجهك ايها الاعرابي فازال اللثام واذا هو الاصمعي فغضب الامير وقال : اتفعل هذا با امير المؤمنين فرد الاصمعي : نعم يا امير , بذاكرتك قطعت ارزاق الشعراء فامره الامير ان يرد المال الذي اخذه ولكن الاصمعي رفض ان يرده الا بشرط , فساله الامير ماهو الشرط ؟ فقال الاصمعي : ان تعطي الشعراء جوائز على قصائدهم سواء كانت من نقلهم او من نظمهم فقال الامير : لاباس نجيزهم , فرد الاصمعي المال الذي كان قد اخذه .